الإعلان عن تأسيس «حركة الدعوة والتغيير»
انشقاق في حركة «إخوان الجزائر»
2009-04-14
الجزائر- حسين بوجمعة
أعلن ما كان يعرف بتيار التغيير لدى حزب «إخوان الجزائر» المسمى «حركة مجتمع السلم» المعروفة اختصارا بـ «حمس» عن تشكيل تنظيم سياسي جديد في شكل حزب مواز أطلق عليه <>حركة الدعوة والتغيير>>، وهو ما اعتبره المراقبون وصول الجناحين المتصارعين لدى «إخوان الجزائر» إلى طريق مسدود، وبمثابة إعلان رسمي عن فشل كل محاولات الصلح بينهما، والتي تمت من قبل عقلاء «حمس» بالداخل أو من قبل مفوضين عن المرشد العام للإخوان المسلمين بمصر مهدي عاكف الذي تبرأ مما يجري لإخوان الجزائر ونفض يديه منهم في حديث لصحيفة محلية قبل أيام.
وذكر بيان وقعه 40 شخصية تنتمي لـ «حمس» منهم 5 نساء قياديات، اثنتان منهن كانتا من ضمن المؤسسين لحركة «حمس»، أن القيادة الحالية لحركة مجتمع السلم التي يقودها أبو جرة سلطاني -دون أن تذكر الأخير بالاسم- «تنكرت لما أسسه الراحل الشيخ محفوظ نحناح لمدرسة الوسطية والاعتدال وخط التغيير المنشود منهجا».
وتابع البيان التأسيسي لحركة «الدعوة والتغيير» الذي حصلت «العرب» على نسخة منه يقول: «إنه أمام حالات التنكر لهذه المدرسة ومحاولات الانحراف عن هذا الخط واحتياج الوطن إلى استمرارية منهج الوسطية والاعتدال واقتضاء واجب الدعوة النهوض بأعبائها خالصة نقية واستفراغ الجهد في لملمة الشمل وحماية الرصيد العملي واستيعاب العاملين بصدق، فقد تداعى ثلة من رفقاء الشيخ محفوظ نحناح وإخوانه وتلاميذه الثابتين على الدرب الذين لم يبدلوا تبديلا، يمثلون قيادات ودعاة ونوابا ومنتخبين من مختلف الولايات والجالية الجزائرية في الخارج إلى اجتماع تأسيسي بعدما هالهم الوضع المتردي الذي وصل إليه حزب حركة مجتمع السلم».
وقد اتهم التنظيم الجديد «الدعوة والتغيير» الذي يتزعمه نائب أبو جرة السابق عبد المجيد مناصرة والوزير الأسبق القيادة الحالية» بالانحراف البيّـن عن النهج الذي رسمه نحناح والدخول في مغامرات غير مدروسة أضرت بالحركة ومست بسمعة الدولة، والتغيّر الواضح في هوية الحركة الفكرية والتنظيمية مما أشعر أبناءها الخلص بالغربة والوحشة فيها، إضافة إلى التزوير الفاضح في القانون الأساسي للحركة والتراجع عن قرارات المؤتمر الرابع (الذي انعقد في صيف 2008)، والابتعاد عن المجتمع وقضاياه والتخلي عن نصرة فئاته الضعيفة والمحرومة».
كما تعيب جماعة مناصرة على جماعة سلطاني أيضا «إصرار الأخيرة على تطبيق سياسة التهميش التعسفي والإقصاء الجماعي، والإقدام على حل كل الهياكل التي لا تساير هواها، دون احتكام للوائح والمؤسسات»، فضلا عن «التدخل السافر في شؤون المؤسسات الجمعوية وتعريضها للصراع والانكسار، وإدخال الفتنة في صفوف أبناء الحركة والتحريض فيما بينهم، وغرس قيم وسلوكيات دنيوية ترفضها تعاليم ديننا».
وكانت «العرب» قد انفردت في موضوع سابق لها عن «إخوان الجزائر» شهر نوفمبر الماضي بأن ما يعرف بـ «كتلة التغيير» تعتزم تأسيس حزب بديل في غضون 6 أشهر، وهو ما حدث فعلا مع الإعلان التأسيسي لحركة»الدعوة والتغيير» أمس الأول، غير أن حسيبة امقران، البرلمانية السابقة وإحدى الموقعات على هذا الإعلان أكدت في تصريح خاص لـ «العرب» أمس: «أنه من السابق لأوانه القول بأن حركة الدعوة والتغيير هي حزب سياسي أو جمعية مدنية، وإنما تعد إطارا ينضوي تحته كل أبناء الحركة المتمسكين بالنهج الأصيل الذي أسس له الشيخ نحناح والذين يؤثرون المبادئ على المصالح والذين تحكمهم القناعات لا المواقع، إلى الاتصال بإخوانهم وضم جهودهم إلى جهود حركة الدعوة والتغيير الراية الجديدة للعمل الأصيل والفضاء الرحب للعاملين في سبيل الله الحريصين على مصلحة البلاد والداعمين للثوابت الوطنية»، كما أكدت «أن الحركة مفتوحة أمام كل أبناء الشعب الجزائري للتعاون في كل ما يجمع وينفع».
وبالمقابل، لم ينتظر رئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني طويلا ، حيث رد على البيان التأسيسي لـ <>حركة الدعوة والتغيير>>، ببيان مضاد أكد فيه «أن حمس تسع الجميع وكل واحد حر في اختيار المساحة التي يتحرك فيها بشرط تحمل مسؤولياته>>، مضيفا بالقول: «من عجز عن العمل داخل أطر مؤسسية.. كفلت له حرية الرأي، ولا يحتاج إلى أن يبرر خروجه عن الشرعية بحشد المبررات>>.
وبالمقابل قال فريد هباز أحد الموقعين على البيان التأسيسي لـ»حركة الدعوة والتغيير» في تصريح للعرب،» أن تأسيس حركة الدعوة والتغيير جاء بعد استنفاذ كل محاولات الصلح التي عرضت على القيادة الحالية لقيادة مجتمع السلم».
ولم يستبعد المتحدث، امكانية تحول «الدعوة والتغيير» الى حزب سياسي لاحقا، مضيفا بقوله:»هذه الحركة الان ستعمل على اعادة النهج الذي ارساه الشيخ نحناح من وسطية واعتدال، وان الساحة السياسية الجزائرية تسع الجميع».
وبخصوص موقف، المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين، من هذا الانقسام بين اخوان الجزائر، قال هباز:»ان حركة الدعوة والتغيير هي جزائرية الانتماء عالمية التحرك». ويعود جذور الاختلاف بين كتلة التغيير ورئيس حركة مجتمع السلم أبو جرة سلطاني، الى المؤتمر الثالث للحركة الذي نظم في شهر اوت 2003 ، أي بعد أقل من شهرين من وفاة رئيسها ومؤسسها الشيخ محفوظ نحناح يوم 19 يونيو من نفس السنة.
وفي هذا الشان، أفاد هباز :» نعتقد أن رئيس الحرة ابو جرة حاد عن المنهج المتبع كما أن أدائها السياسي خرج عن الخط المرسوم، وقد اعكس ذلك في اقدامه على عزل واقصاء كل من كانت له صلة بمؤسسها الاول نحناح «.