[center]أنا.. وأنت.. القدس لمن؟
هي ليست المحاولة الأولى كما أنها ليست الأخيرة التي يتدافع فيها قطعان المستوطنين بسوادهم عند بوابات القدس العتيقة يحملون أبواقهم ويهرولون بجدائلهم كالدببة ، بأيديهم كتب مزورة فيها دعوات لإقامة هيكل لم يكن هنا عبر التاريخ، وجنود مدججون بالأسلحة وأدوات القتل ينتشرون في كل مكان يعتلون الأسوار والجدران ، يبحثون عن فرصة كي يقتحموا باحات المسجد لتسهل عملية دخول الحرم القدسي الشريف من قبل المجموعات اليهودية المتطرفة التي احتشدت منذ يومين على المداخل الرئيسية ومن خلفها حكومة اليمين المتطرف التي تسعى لتحقيق ذلك الهدف من خلال توفير الدعم الأمني والمالي والغطاء السياسي لهذه المجموعات اللعينة التي تريد هدم المسجد الأقصى وقبة الصخرة المشرفة وبناء ما يسمى بهيكل سليمان الجديد بعد الهيكل الذي يزعمون انه هدم و الذي لم يعثروا على حفنه تراب منه رغم كل الحفريات المستمرة منذ أكثر من أربعين عاما وعمليات التنقيب والبحث والتدقيق ولوا كان حقاً هنا لوجدوا شيئا من آثاره لكنهم في كل محاولة يقدمون عليها لا يجدون سوى الفشل وكلما زادت حفرياتهم وتدحرجوا من نفق الى آخر زاد فشلهم وتيقنوا أنهم يسيرون في خرافه ستوقع بهم الى الهاوية ، لكن علّوهم يأخذهم الى التعنت والتشدد فيما ابتدعوه ومن ورائهم حاخامات يدركون الحقيقة ولا يفصحون بها لأنها ستكشف عن خرافات كثيرة وأوهام تبدد كيانهم المزيف.
هي ليست المحاولة الأولى بل محاولة من محاولات عديدة أقدموا عليها وفي كل مرة صعقوا من ردة فعل أهل القدس وسكانها الجميلين بجمالها وتراثها وحداثتها المتجددة ، القدس العربية بمسلميها ومسيحييها الذين ما أن يشعروا بخطر يحوم حول مقدساتهم هبوا بشكل موحد لتجدهم من كل مكان يخرجون ، يهتفون ، يكبّرون ، يصرخون ، يتدافعون كدروع بشرية ، تراهم ونورهم الساطع في جبهاتهم الوضاءة يخرجون لهم من كل الأبواب القديمة والأزقة العتيقة من كل الحارات والبيوت ، هم النور ووهج شمس الحق وبشارة النصر القادم وملح ارض القداسة وحكايا البسطاء الأصليين في بيوتهم يعيشون وسط الزحام وفوهات البنادق تحاصرهم وتقتلهم : هم هم !!! ولهم فيما يموتون من اجله وعدٌ بالرباط وهم المبشرون بالحياة ، لهم في حياتهم مجد وفي الموت شهادة العز والإباء ، هم نحن ونحن هم والقدس القريبة البعيدة وتاريخ الكون المعقد ستخرج من عزلتها وسجنها ليطأها كل من أحبها وأحبته وكل من له طريقة عشق معها ، سيلقاها تبتسم له بشوق وحنين وتبسط له أرضها ملاذا آمننا كي يستريح من التعب ، والآخرون سيرحلون ذات يوم ، قبعات بنجمات سداسية وأبواق ومزامير، أُناس بكل الألوان واللهجات الغريبة ، سيمرون من أمامك باكين بجدائلهم وعباءاتهم السوداء يذرفون الدموع وهي تبتسم لك بحداثتها وتاريخها الذي تعرفه أنت وانا والقدس.
تحياتي